TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

تحليل.. الدولار وراء أزمة الأسواق الناشئة

تحليل.. الدولار وراء أزمة الأسواق الناشئة

تحرير – نهى النحاس:

مباشر: عند معالجة أي مرض من الضروري معرفة الفرق بين الأعراض والأسباب.. هكذا يعلق تحليل نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" عن أزمة تهاوي الليرة التركية.

ومن شأن النظر إلى الأزمة المالية التركية الإشارة إلى أن الهبوط في قيمة الليرة ليس سوى عرض شديد الوطأة لعدوى تنتقل عبر عملات الأسواق الناشئة، ويبدو أن السبب الأساسي هو الدولار الأمريكي.

وواصلت الليرة التركية خسائرها القوية في تعاملات يوم الإثنين الماضي بعد الهبوط القياسي نهاية الأسبوع الماضي، لكن الأكثر دهشة كان في التماثل في الهبوط بالأسواق الناشئة الأخرى أمام الدولار.

وهبط مؤشر "جي.بي.مورجان" لعملات الأسواق الناشئة إلى أدنى مستوى منذ تدشينه في عام 2010.

وشهدت الروبية الهندية تراجعاً حاداً لأدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار وذلك بعد أن كانت إحدى أقوى عملات الأسواق الناشئة خلال السنوات التي تلت الموجة البيعية الكبيرة أثناء 2013، كما عانت عملة إندونيسيا من الهبوط ذاته.

كما يعاني الراند الجنوب إفريقي من الضغط حيث أن الدولة الإفريقية تعد أكثر الدول اعتماداً على الدولار بعد الأرجنتين وتركيا في عمليات التمويل.

لكن الدليل الأهم على أننا يجب أن نركز على هي قوة الدولار بدلاً من الأحداث التركية يتمل في الذهب.

ورغم أن الطلب على الذهب ينظر إليه كعامل هام، إلا أن أسعار المعدن مقياس كبير لإدراك المخاطر والمخاوف من أن العملات الورقية قد تعاني من الهبوط، ويبقى ذلك رابطاً هاماً في النظام المالي.

وهبطت أسعار الذهب المقومة بالدولار بنحو 12% من قمتها المسجلة قبل 12 شهراً متتبعاً مسار مشابه لعملات الأسواق الناشئة في ذلك الوقت، وتخلى المعدن عن كافة مكاسبه التي سجلها عقب انتخاب دونالد ترامب في 2016.

ومع حقيقة أننا نشهد حالياً بيئة تميل إلى البعد عن المخاطر مع اتجاه المستثمرين للحد من التعرض للأصول الخطرة فإن الذهب عادة ما يبدو الهدف الذي يسعى إليه الجميع طلباً للحماية، فلماذا لم يتجه المستثمرون لحيازة المعدن هذه المرة؟

أولاً، يميل الطلب على الذهب أن يأتي من الأسواق الناشئة سواء عبر الأفراد عن طريق شراء المجوهرات أو البنوك المركزية في احتياطاتها، وبالتالي فإن تلك إشارة إلى أن المستثمرين في الأسواق الناشئة يشعرون الآن إنه من الضروري شراء الدولار بدلاً من الذهب.

وثانياً، يعمل الذهب كمؤشر للإنذار بشأن الاحتياطي الفيدرالي، وإذا اعتقد المستثمرون أن الفيدرالي سيكون متساهلاً للغاية ويسمح للتضخم بالتسارع فإنهم سيتجهون لشراء المعدن الأصفر، لكن في الوقت الحالي فإن الخطر المتوقع هو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون متشددًا جدًا وبالتالي ترتفع قيمة الدولار.

تركيا قد تتمكن من إعادة اكتساب الثقة الدولية أو لا، لكن حتى في حال تمكنها من إنهاء أزمتها الخاصة فإن ذلك لن يوقف العدوى التي تنبع من الدولار القوي وإعادة تقييم الأصول الناشئة.